الأحد، 25 سبتمبر 2011

أول يوم دراسة




وأنا بودي بنت اخويا "مريم" في اول يوم دراسة ..وشوفت الأطفال وهم لابسين "الزي المدرسي" الجميل .. رجعت بالذاكرة حوالي 5 سنين بم اني لسه صغيرة يعني .. المهم عملت فلاش باك وافتكرت أول يوم ليا في المدرسة كنت فرحانة جدا بالمدرسة والمريلة الكحلي والزمزمية اللي على شكل الانسان الالى .. الزمزمية خصوصا ليها ذكريات خاصة لوحدها..افتكرت اليوم اللي قبل المدرسة ماما تفضل تقولنا ,ناموا واحنا مفيش فايدة نسهر طول الليل ونام على اخر لحظة ونبدأ بقى في نوبة الصحيان .. وتقطيم والدتي العزيزة "مش قلتلكوا تتخمدوا بدري عشان تعرفوا تصحوا,مهما تعملوا والله هتروحوا المدرسة يعني هتروحوا "
وبعد هذه الوصلة الرائعة من والدتي نضطر اننا نقوم.. ونتأكد ان محاولاتنا كلها فشلت ولا مفر من الصحيان والمدرسة
ونلبس المريلة واحنا عينينا مغمضيين وماما تسرح لي شعري وتعمل لي فيونكة بالشريطة الحمرا والبس الجزمة الجديدة اللي دايما كانت بتوجع لي رجلي بعد انتهاء اليوم لانها جديدة ,وبعد كده بابا يودينا المدرسة ويدخلني الفصل وطبعا مقدرش انطق بكلمة علشان عارفة ومتأكدة من رد فعل والدي العزيز الله يرحمه ,وطبعا بقعد في الديسك الأول علشان بابا كان الناظر حتى زمان كان فيه كوسة
ما علينا, ومن هنا تبدأ وصلة الفنية للركوسترا بقيادة أطفال الفصل ويعزفوا سمفونيات ولا بيتهوفن في زمانه ,وصلات من العياط اللي متناهي المتنافي للواقع, وبما اني من يومي وأنا عاقلة وفاهمة وواعية كنت ببص لهم نظرات كلها علامات تعجب واستنفار
...
بعد كده تدخل الميس , اسمها ايه المس ,اللهم ذكرني, يادي الزهايمر, اه اسمها ميس رحاب تقريبا
تدخل بإبتسامتها الجميلة تحاول تهدي الأطفال وتدينا شيكولاتة" دي كانت أحلى حاجة بصراحة" وتبدأ تتعرف علينا وطبعا أنا كنت مشهورة ولا شهرة أحمد سبايدر في الثورة
ويخلص اليوم الد راسي الأول..
يااه كانت أيام جميلة ,أيام الطفولة المتشردة ,كان كل هم الواحد اللعب وبس , كنا لسه أبرياء مشوهتناش الدنيا ,
بس احنا زمان ,مكناش كتير بالعدد ده ,النهاردة الأطفال وهم خارجين كانوا عاملين زي كتيبة النمل ما شاء الله ,وقفت اتأملهم واتخيل ازاي المدرسة كانت مستحملة كل العدد ده وافتكرت مشهد فاتن حمامة في فيلم افواه وأرانب لما راحت القاهرة لأول مر ة
وفي وسط تأملي وفي مشهد مريع كنت هروح ضحية الغزو التشردي , التلاميذ المتشردين اقصد المحترمين وهم خارجين من البوابة والفرحة تملأ قلوبهم وكلهم في صوت واحد "هييييييييييييه " تعبيرا على فرحتهم الشديدة ولا كإنهم أخدوا افراج من سجن طره
وفي لحظة لاقيتني في وسط الكتيبة ,كنت هروح ضحية الفرحة الغارمة
وبكده خلصت ذكرياتي وتأملاتي في اليوم الدراسي الأول
كل سنة وأنتوا طيبين
S

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق